قراءة المزيد
من المشاكل التي تواجه الطلاب في الدراسة هي كونه المتلقي للمعلومة في أغلب الوقت، على الرغم من أنّ هناك العديد من التطورات التي حدثت في أنظمة التعليم، والتدريبات التي يحصل عليها المعلم لكي يتعلم كيف يصنع نموذجًا تفاعليًا مع الطلاب في الصف الدراسي، لكن تظل هذه المشكلة موجودة في بعض دولنا العربية، وأنت كشخص يسعى إلى تحقيق أكبر قدر من الفائدة مما تدرسه، فإنّ مهمة المشاركة في صناعة المعلومة لذاتك تقع على عاتقك في هذه الحالة، لذلك في هذا المقال نخبرك بخمسة طرق يمكنك أن تستخدمها لتفعل ذلك بشكل صحيح.
1- سجل ملاحظاتك عمّا يقوله المعلم
من أكبر الأخطاء التي يقع بها البعض هي أنّهم يلعبون دور المستمع فقط لما يُقال، وهذا ليس شيئًا جيدًا، حيث أنّنا في الأغلب تكون لدينا بعض الآراء أو الأسئلة حول ما نستمع إليه من أفكار أو معلومات، وبالتالي فإنّنا نحتاج إلى تدوينها، لا سيما تلك التي جذبت انتباهنا، سواءً أردنا الاستفادة منها لاحقًا، أو التأكد من محتواها.
وليس شرطًا أن تفعل ذلك مع المعلومات التي يقولها المعلم فقط، كذلك يمكنك أن تدوّن ملاحظاتك عن الأفكار المكتوبة أمامك في النص، حتى إن لم يتحدث المعلم عنها، لكنها تبقى جزءًا من الموضوع محل التعلم، كما أنّنا هنا نتحدث عن كونك الصانع لا فقط متلقي لما يُقال لك.
2– ابحث وراء الأفكار التي تتلقاها
المشاركة في صناعة المعلومة لا تعني فقط التفاعل أثناء الشرح، بل إنّها تعني محاولتك الدائمة للبحث وراء الأفكار التي تتلقاها، وأن تتعامل معها بالاعتماد على التفكير النقدي.
حيث أنّه داخل عملية التفكير النقدي فإنّك تتحول من كونك المتلقي، إلى كونك الشخص الذي يصنع المعلومة. ولا تجد نفسك تحدد موقفًا واضحًا منها إن كنت مؤيدًا لها أو لا، بل إنّك تدع عقلك يعمل ويبحث عن الصواب.
هذا لا يعني أن ترفض الأفكار التي يخبرك بها المعلم، ولكن يعني أن تبحث وراءها لتبدأ في تكوين وجهة نظر عنها، وأن تتيح لنفسك فرصة أكبر لفهمها.
البحث قد يكون من خلال طرح الأسئلة، أو من خلال قراءة المزيد عن الفكرة، وينتهي عندما تضع استنتاجك الذي وصلت إليه من كل ذلك.
3- شاهد فيديوهات تتحدث عن المعلومة التي تحصل عليها
هذه الطريقة شائعة جدًا لأولئك الذين يرغبون في المشاركة في صناعة المعلومة، حيث أنّك تسعى جاهدًا لأن تعرف المزيد من وجهات النظر، لا من خلال القراءة فقط وطرح الأسئلة، بل من خلال مشاهدة فيديوهات متخصصة تتحدث عن الأمر.
والسبب الذي دفعني لوضع هذه الوسيلة، هو أنّه في الوقت الحالي أصبحت الفيديوهات وسيلة تعليمية رئيسية، كما أنّه يوجد بها شرح للمعلومات بشكل أكبر من الكتب الدراسية، وبطريقة أبسط يسهل للجميع فهمها.
4- لا تكتف بالقدر الذي تحصل عليه، بل ابحث عن معلومات أخرى
في الأغلب نحن ندرس قدر معين من المعلومات، ولا يُطالبنا أحد بمعرفة المزيد، لكن في رأيي من الأشياء الهامة أن تبحث عن معلومات أخرى غير التي قمت بدراستها.
فمثلًا إذا طُلب منك دراسة التاريخ من عام 4 لعام 8، لا بأس أن تبحث عمّا حدث من عام 1 وحتى عام 10، فهذا الأمر يمنحك الفرصة لفهم الأمور بصورة أكبر من المعتاد، وقد تنكشف لك أشياءً كنت تقرأها في المعلومة الرئيسية دون أن تدرك السبب الحقيقي لها.
5- اقرأ عن الدرس بمفردك قبل أن يشرحه لك المعلم
تعتبر هذه الوسيلة المفضلة بالنسبة لي، وهي أن تقوم بقراءة الدرس بمفردك قبل أي شرح من المعلم. فمثلًا: أنت تعرف أنّ المعلم سيدرّس لك هذا النص في المرة القادمة، فتبدأ في القراءة والبحث عنه وتطبيق كل الوسائل التي ذكرناها في النقاط الماضية، بدايةً من كتابة الملحوظات أو البحث وراء الافكار ومشاهدة الفيديوهات، ختامًا بالبحث عن معلومات أخرى غير المكتوبة في النص.
هذا الأمر سيساعدك على أن تتفاعل مع المعلم، حتى إن لم يُطلب منك ذلك، لكنك سوف تملك فكرتك الخاصة عن النص، وكل ما يفعله المعلم أثناء الشرح هو بمثابة مراجعة عليها بالنسبة لك، لأنّك تعرف المعلومة الأساسية من قبل.
المشاركة في صناعة المعلومة تجعلك قادر على فهمها وتذكرها فيما بعد أفضل من غيرك، وهي بالفعل من الوسائل التي تساعدك على تحقيق أكبر قدر من الفائدة من التعليم، لذلك كن حريصًا على تطبيق الطرق التي تحدثنا عنها طوال الوقت، حتى تحقق الهدف الذي تريده من التعلم.
0 مشاهدة